Download Our State of Cybersecurity Awareness Study

الحروب السيبرانية: من التجسس إلى الحرب رحلة عبر الزمن

في ظل التطورات التكنولوجية الهائلة، توسعت حدود المعارك في العالم لتشمل الفضاء الإلكتروني، حيث ظهرت “الحروب السيبرانية” كتهديد يزداد خطورة على الأفراد والمؤسسات والدول.

ومن ذو فترة، أصبح الخط الفاصل بين الحروب السيبرانية والتقليدية غير واضح، ولكن الأنشطة الأخيرة في المنطقة أوضحت أن الحرب السيبرانية أصبحت خطيرة ويمكن أن تؤدي إلى قتل الإنسان.

في هذا المقال، سنغوص في رحلة عبر عالم الحروب السيبرانية، لفهم ماهي، وتاريخها، وتأثيراتها، وأنواعها، وتطورها، ونقدم بعض الحلول لمواجهة مخاطرها.

لكن بدايةً لنتعرف على مصطلح الحروب بشكل عام ونلقي نظرة على أجياله

الحروب وأجيال الحروب

بشكل عام، الحرب هي حالة من الصراع بين طرفين أو أكثر باستخدام الأسلحة بسبب وجود اختلاف بين الأطراف؛ سواء اختلاف المصالح، أو اختلاف وجهات النظر التي تشمل النزاع السياسي.

أجيال الحروب:

تُصنّف الحروب تقليدياً إلى أجيال، ولكل جيل خصائصه وسماته.

حروب الجيل الأول: تميزت باستخدام التكتيكات التقليدية مثل الجيوش والأسلحة البسيطة.

حروب الجيل الثاني: شملت استخدام التكنولوجيا المتقدمة وتوسيع نطاق الصراعات العالمية. مثل الحرب العالمية الأولى.

حروب الجيل الثالث: ركزت على الاستخدام السريع والمفاجئ مع دمج القوات العسكرية للتغلب على العدو.

حروب الجيل الرابع: تُعرف بحروب الوكالة، وتتميز باستخدام التكنولوجيا في الصراعات الدولية، حيث أصبحت الخطوط الفاصلة بين الحرب والسياسة متداخلة.

حروب الجيل الخامس: تُركز على توجيه الهجمات غير المباشرة واستخدام القوة الناعمة بجانب القوة العسكرية. يركز هذا النوع من الحروب على تأثير الرأي العام والتأثير السياسي والاقتصادي لتحقيق الأهداف، بدلاً من الاعتماد على القوة العسكرية بشكل أساسي.

 

ما هي الحروب السيبرانية؟

تُعرّف بأنها صراعات تُستخدم فيها الأدوات والتقنيات الرقمية لتعطيل أو تخريب أو تضليل أو إلحاق الضرر بالخصوم وسرقة البيانات، أو حتى شن هجمات إلكترونية واسعة النطاق.

ويرتبط مفهوم الحرب السيبرانية بأنه عبارة عن هجمات إلكترونية بقيادة عسكرية تقوم باختراق الأنظمة الإلكترونية العالمية وكل ما يعتمد على التكنولوجيا، لتسبب ضررًا لأجهزة الحاسوب والأجهزة التي تستخدم شبكة الإنترنت، والتي قد تسبب نتائج كارثية مثل الحروب النووية إن نجحت.

علاقة الحروب السيبرانية بأجيال الحروب:

تمثل الحروب السيبرانية امتدادًا للحروب الحديثة، حيث تُستخدم التكنولوجيا والإنترنت لتنفيذ الهجمات والتأثير على البنية التحتية الرقمية للخصوم.

تأثير الحروب السيبرانية مقارنة بالحروب المادية:

تتميز الحروب السيبرانية بآثارها الدقيقة، ولكنها قد تكون مدمرة بنفس الوقت، حيث تستهدف البنية التحتية الحيوية مثل شبكات الطاقة والأنظمة المالية وشبكات الاتصالات.

تختلف تأثيرات الحروب السيبرانية عن تأثيرات الحروب المادية التقليدية في عدة جوانب:

لا تحددها حدود جغرافية: تُشن الهجمات السيبرانية في الفضاء السيبراني، حيث لا تقتصر على حدود جغرافية محددة، مما يجعل من الصعب تحديد مكان الهجوم ومصدره.

دقة التأثير: تُركز الحروب السيبرانية على استهداف أنظمة محددة أو بيانات حساسة، مما قد يُسبب ضررًا دقيقًا لكنه قد يكون مدمرًا بنفس القدر.

التأثير غير المباشر: قد تُؤدي الهجمات السيبرانية إلى تعطيل البنية التحتية الحيوية، مثل شبكات الطاقة والأنظمة المالية، مما قد يُسبب فوضى واسعة النطاق وتراجعًا اقتصاديًا واضطرابات اجتماعية.

الصعوبة في تحديد المسؤولية: غالبًا ما يكون من الصعب تحديد هوية الجهة المسؤولة عن الهجمات السيبرانية، مما قد يُؤدي إلى تصاعد التوترات بين الدول ويُضعف الثقة في العلاقات الدولية.

انتشار الأسلحة والتكتيكات: أصبح من السهل على المهاجمين غير الأخلاقيين الحصول على الأسلحة والتكتيكات السيبرانية، مما يزيد من احتمال نشوب صراعات سيبرانية على نطاق عالمي.

بشكل عام، في حين أن الحرب السيبرانية قد لا تؤدي إلى دمار مادي على نفس نطاق الحرب التقليدية، إلا أن آثارها يمكن أن تكون بعيدة المدى وعميقة، وتؤثر على البنية التحتية الحيوية والاقتصادات والعلاقات الدولية.

أنواع الحروب السيبرانية:

التجسس السيبراني: يتم فيها تجميع المعلومات السرية والحساسة من الوكالات الحكومية أو الشركات أو الأفراد لأغراض استخباراتية.

التخريب السيبراني: تسعى لاستهداف البنية التحتية الحيوية بهدف تعطيل العمليات أو التسبب في أضرار.

الدعاية السيبرانية: تستخدم فيها وسائل التواصل الاجتماعي والأخبار المزيفة وحملات التضليل عبر الإنترنت للتلاعب بالرأي العام وزرع الفتنة وزعزعة استقرار الحكومات.

الإرهاب السيبراني: تستخدم فيها الهجمات السيبرانية لبث الخوف أو التسبب في الأذى، أو تعزيز، أو ترويج لأفكار سياسية، أو دينية.

تطور الجيوش السيبرانية عبر الزمن:

تَعود نشأة الجيوش السيبرانية إلى فجر عصر شبكات الحاسوب والحوسبة العسكرية.

ركزت الجهود في البداية على تدابير دفاعية لحماية الأنظمة العسكرية من الاختراق والتخريب، ومع تطور التكنولوجيا، أدركت الدول إمكانات الهجمات السيبرانية في العمليات الهجومية وجمع المعلومات الاستخبارية

وفيما يلي لمحة موجزة عن تاريخ الجيوش السيبرانية وأنواعها:

التطورات المبكرة (1960s-1980s): جرى فيها التركيز على التدابير الدفاعية لحماية الأنظمة العسكرية، وكان التركيز في المقام الأول على تطوير قنوات اتصال آمنة وتقنيات التشفير لحماية المعلومات الحساسة.

ظهور القدرات الهجومية (1990s-Early 21st Century): استكشاف الدول القدرات السيبرانية الهجومية حيث بدأت القوى الكبرى الاستثمار في برامج الحرب السيبرانية للحصول على ميزة استراتيجية في الصراعات. وأصبح التجسس والمراقبة السيبرانية سائداً، حيث استهدفت وكالات الاستخبارات الحكومات الأجنبية والمؤسسات العسكرية ومقاولي الدفاع لجمع المعلومات الاستخبارية.

الحرب السيبرانية الحديثة (2010 إلى الوقت الحاضر): ازدياد حدة الهجمات السيبراني حيث شهد العقد الأول من القرن الحادي والعشرين طفرة في أنشطة الحرب السيبرانية، حيث شنّت جهات فاعلة مدعومة من دول هجمات سيبرانية بارزة.

ويسلط هذا التطور الضوء على التحول من التركيز على التدابير الدفاعية إلى القدرات الهجومية، مما يمثل تحولاً كبيراً في مشهد المعركة السيبرانية، وذلك للأسباب التالية:

دمج القدرات السيبرانية: أدركت الدول أهمية الفضاء السيبراني كساحة حرب جديدة، ودمجت القدرات السيبرانية في عقائدها واستراتيجياتها العسكرية.

تطور ترسانات الجيوش السيبرانية: وسّعت الجيوش السيبرانية ترساناتها لتشمل برامج ضارة متطورة، وبرامج استغلال ثغرات يوم الصفر، والتهديدات المستمرة المتقدمة (APTs) القادرة على تعطيل البنية التحتية الحيوية وإجراء عمليات تجسس.

الحرب الهجينة: أصبحت تكتيكات الحرب الهجينة، التي تجمع بين العمليات العسكرية التقليدية والهجمات السيبرانية وحملات التضليل، سائدة في صراعات مثل الحرب الأوكرانية.

ختاماً:

تُشكل الحروب السيبرانية تهديداً كبيراً ومتطوراً في العصر الحديث، مما يتطلب تعزيز دفاعات الأمن السيبراني وتعزيز التعاون الدولي والمعايير الدولية والاستثمار في التوعية بالأمن السيبراني والبحث والتطوير للبقاء في صدارة التهديدات الناشئة.

شارك المقال:

النشرة البريدية

الأكثر زيارة